Saturday, March 11, 2017

كُتاب سيدنا-من «فلكة سيدنا» إلى «هاى مستر»-الكتاتيب المصرية مصنع العظماء وقصة حضارة

الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,ادارة بركة السبع التعليمية,وزارة التربية والتعليم,مديرية التربية والتعليم بالمنوفية,education,kotab,الحسينى محمد,الكتاب
الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,ادارة بركة السبع التعليمية,وزارة التربية والتعليم,مديرية التربية والتعليم بالمنوفية,education,kotab,الحسينى محمد,الكتاب

كان اليوم الدراسي في الكُتَّاب يبدأ مع شروق الشمس وينتهي بصلاة العصر، وكان أولياء الأمور يُحضِرون أطفالهم إلى الكُتَّاب ابتداءً من عمر ثلاث سنوات،  أما أدوات التلاميذ فتلخصت في الأقلام والألواح الخشبية التي استخدموها في الكتابة عليها، ودوام الكُتَّاب كان خمسة أيام فقط في الأسبوع ويعطل في الأعياد وأيام البرد الشديد والعواصف والمطر الغزير.

ويُذكر أن معلمي الكتاتيب كانوا يُنادَون بـ”المشايخ” أو “المؤدِبين” وكانوا يتقاضون أجراً قليلًا من أهالي التلاميذ لقاء تدريسهم لأطفالهم، يُدفع لهم أسبوعياً أو شهرياً، أو يتلقون أجورهم من حصاد زراعات أولياء أمور التلاميذ، والمُثير أن من هؤلاء المشايخ من كانوا أصحاب مواهب أدبية فذة كالشاعر “أحمد شفيق كامل”

 --------------
الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة
“انا اتعلمت وحفظت القرآن فى الكتّاب” كلمة يفتخر بها الكثيرون من أبناء أجيال الخمسينات والستينات وخاصة ممن تربوا فى كنف الريف وترعرعوا على آيات الذكر الحكيم وهى تتلى كل صباح فى الكتّاب بواسطة الشيخ المحفظ الذى كان يطلق عليه آنذاك  ”سيدنا”.
المكان هو منزل الشيخ او فناء متسع مظلل يتجمع فيه الطلاب حول الشيخ يتلقون منه العلم وهم جالسون على هيئة صفوف او فى دوائر .
الاداة المستخدمة فى الكتاب هى اللوح والريشة والحبر ، فيأخد الطالب ما سمعه وتعلمه على يد “سيدنا” ويكتبه على اللوح الصاج أو الخشب ويأتى فى اليوم التالى حافظا فتتم مكافأته أمام زملائه أو غير حافظ فيتم عقابه بالفلكة والخيزرانة .
وانتشرت الكتاتيب القرآنية بشكل واسع وبارز  وخاصة فى القرى ؛ نتيجة تحمس الناس الشديد لحفظ القرآن الكريم  ورغبة منهم فى اعداد ابنائهم للالتحاق بالازهر الشريف .‏
يقول حسين فرغل على ـ موجه ثانوى : ” حفظت القرآن فى الكتاب فى قريتى ابشيش بالباجور ـ المنوفية ، وكان الشيخ يعاقبنى فى حال عدم الحفظ بالمد على قدمى بالخزرانة ـ أو “العبط” وهو الضرب على المؤخرة ، وشدة العقاب جعلتنى احفظ القرآن الكريم كاملا حتى الآن بفضل الله”.
الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,كُتاب الخوجة
الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,كُتاب الخوجة

الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,كُتاب الخوجة
الكُتاب,الكتاتيب المصرية ,كُتاب,الخوجة,كُتاب الخوجة


عُرِفَت الكتاتيب بأنها شكل من أشكال التعليم الأَوَلِي الذي انتشر في الأقطار الإسلامية والعربية بشكلٍ عام ومصر بشكلٍ خاص، فكانت هي مراكز تعليم النشء أساسيات اللغة العربية والقراءة والكتابة والنحو والحساب، فضلاً عن الدراسات الدينية مثل تحفيظ القرآن الكريم كاملاً، والاجتماعية مثل تعريف النشء بالقيم الأخلاقية والآداب الاجتماعية المتبعة في بلده.

وبالنظر إلى تاريخ الكتاتيب في مصر نجد أنها قديمة للغاية، فقد عُرِفَت في العصور الفرعونية بـ”مدارس المعابد”، وهي مدارس متصلة بالمعابد الفرعونية كانت تمنح لطلابها شهادة “كاتب تلقي المحبرة”، واستكملت الكتاتيب مشوارها في العصر المسيحي، فكانت تقوم بتعليم طلابها بعضاً من الكتاب المقدس والمزامير، وكانت الانطلاقة الكبرى للكتاتيب المصرية بعد انتشار الإسلام في مصر وبعدها في الربوع المصرية.

وللكتاتيب دور تاريخي ووطني أيضاً!

فكما كان للكتاتيب الدور المحوري في جعل نسبة الأمية بين الشعوب العربية والإسلامية هي الأقل مقارنةً بسائر الأمم خلال العصور الوسطى، كانت الكتاتيب المصرية أهم سلاح لمحاربة الأمية في مصر خاصةً في الريف.

 فرغم أنها لا تمنح شهادات أو مؤهلات إلا أنها وضعت في الأطفال المصريين بذور المعرفة الصحيحة باللغة العربية وقواعدها، فكان حتى من لا يستطيع التفوق في الكُتَّاب ويتخلف عن أقرانه يتخرج منه لديه المبادىء الأساسية التي تمكنه من القراءة والكتابة .. أي يستطيع -كما يُعَبِر العامة في مصر- أن “يَفُك الخط”.

وكانت الكتاتيب المصرية دائماً مصنع العظماء من رجال الدين والأدب والشعر وكبار المفكرين والعلماء، لذا اعتمد محمد علي باشا -والي مصر- على خريجي الكتاتيب في تأسيس المعاهد الأزهرية وحقق من خلالهم نهضة تعليمية شاملة، ومن أبرز خريجي الكتاتيب المصرية المفكر والمترجم رفاعة الطهطاوي والأديب طه حسين.





No comments:

Post a Comment